أثار المشهد الأخير من مسلسل "كارثة طبيعية" حالة واسعة من التفاعل بعد ظهور لحظة مغادرة الوزير – الذي جسده الفنان محمد ممدوح – دون توقيع ورقة إنقاذ الزوجين محمد وشروق. ورغم الإطار الكوميدي للمشهد، إلا أن الواقعة فتحت باب التساؤل: ماذا لو كانت هذه المأساة حقيقية ووصلت بالفعل إلى وزارة التضامن الاجتماعي؟

المشهد الدرامي سلط الضوء على حقيقة يعيشها العاملون في الوزارة يوميًا، فخلف كل نداء استغاثة على منصات التواصل تبدأ سلسلة حقيقية من الإجراءات العاجلة. وفي حالة مشابهة لأسرة محمد وشروق، تتحرك منظومة الحماية الاجتماعية فورًا بإدارة حالة عاجلة وزيارة ميدانية لرصد الاحتياجات الأساسية، يليها توفير دعم نقدي وعيني فوري عبر مؤسسة التكافل الاجتماعي لمنع انهيار الأسرة في الأيام الأولى. وتفعّل فرق الإغاثة خطوط التدخل عبر توفير مستلزمات معيشية عاجلة، بينما تُضم الأم وأطفالها إلى برنامج الألف يوم الأولى لضمان الرعاية الغذائية والصحية الكاملة.

ويتداخل مع هذه الإجراءات الدعم النفسي والأسري عبر فرق إدارة الحالة، إضافة إلى تدخل الهلال الأحمر المصري وبرنامج "مودة" لحماية التماسك الأسري وتخفيف الضغوط العاطفية عن الزوجين. وبعد تجاوز مرحلة الطوارئ، ينتقل التدخل الحكومي نحو التمكين الاقتصادي من خلال فرق بنك ناصر الاجتماعي التي تدرس مهارات الزوجين وتحدد فرص التدريب والعمل أو المشروعات الصغيرة وبرنامج "مستورة" للأمهات، بما يمهّد لانتقال الأسرة من تلقي المساعدة إلى الإنتاج والاستقلال.

وفي المدى المتوسط، تبدأ مرحلة الدمج والنمو حيث يُربط الأطفال بأقرب حضانات مرخصة تحت إشراف برنامج تنمية الطفولة المبكرة، مع تقديم جلسات للتربية الإيجابية للأبوين، وصولاً إلى ضمان تكافؤ الفرص التعليمية في المستقبل. وإذا كشفت الفحوصات عن أي احتياجات خاصة للتوائم، تُستخرج بطاقة الخدمات المتكاملة لضمان حقوق الرعاية والتأهيل.

المنشور الأصلي اختتم برسالة تقدير لصناع العمل الدرامي على إثارة النقاش حول آليات الإنقاذ الاجتماعي، وتأكيد أن تقديم الخدمات لا يرتبط بشخص الوزير، بل بمنظومة كاملة تعمل على مدار الساعة لتحويل اليأس إلى أمل.

برافو لصناع "WATCH IT" على طرح واقعي لملفات إنسانية شديدة الحساسية… وإبداع يستحق التحية.