حين نطقت الإرادة قبل الصوت.. قصة الطبيبة البحرينية إسراء البابلي

في يوم الطبيب البحريني، تتجسد أسمى معاني الإصرار في قصة الطبيبة التي سمعت الأذان أول ما سمعت الحياة.

في يوم الطبيب البحريني، تضيء قصة الدكتورة إسراء البابلي درب الإلهام، وتجسد الإيمان بالقدرات الإنسانية التي لا تعرف المستحيل.
وُلدت فاقدة للسمع، لكنها لم تولد فاقدة للأمل.

منذ طفولتها، آمن والديها بأنها تستحق أن تكون جزءًا من هذا العالم، لا أن تعيش على هامشه. لم تلجأ إلى لغة الإشارة، بل اصطحبتها يوميًا إلى جلسات التخاطب، مؤمنة بأن ابنتها قادرة على التواصل بلغتها وصوتها.
كانت رحلة طويلة من التدريب والإصرار، تُوجت بزراعة قوقعة في أذنها، لتسمع بعد عشر سنوات من الصمت أول صوت في حياتها… كان الأذان.
تلك اللحظة اعتبرتها رسالة من الله بالفرج بعد انتظار طويل.

كبرت إسراء وكبر معها الحلم. درست في مدارس مملكة البحرين ضمن تجربة دمج ناجحة، وتخرجت في مدرسة الرفاع الغربي الثانوية للبنات، لتكمل مسيرتها الجامعية في جمهورية مصر العربية، حيث اختارت تخصصًا لم يسبقها إليه أحد من فاقدي السمع: طب الفم والأسنان.

لم يكن الطريق مفروشًا بالورود، وواجهت الكثير من الرفض والتحديات داخل قاعات الجامعة، لكن كل كلمة تثبيط كانت تدفعها خطوة جديدة نحو النجاح.
وبعد سنوات من الجهد والإصرار، وقفت الطبيبة البحرينية الشابة على منصة التاريخ لتُكرم كأول طبيبة أسنان فاقدة للسمع في العالم.

في عام 2017، كرّمها الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، كما اختارتها الأمم المتحدة لتُلقي خطابًا بصوتها وإرادتها، لتصبح أول متحدثة فاقدة للسمع تخاطب العالم بلغته.

واصلت إسراء التألق، فحصلت على درجة الماجستير مؤخرًا، وأصدرت مجموعتها القصصية «من الخيال»، التي تناولت فيها قيم الإنسانية والرحمة وسط ضجيج الحياة.
لقد مهدت الطريق لمن يأتي بعدها من فاقدي السمع، لتقول لهم:
"نعم، يمكننا أن نكون كل ما نحلم به."

وتختم دائمًا بعبارتها التي أصبحت شعارًا يلهم الجميع:
"كلنا متشابهين في اختلافاتنا."

في يوم الطبيب البحريني، تهدي الدكتورة إسراء البابلي العالم ابتسامة من القلب...
ابتسامة تؤكد أن الصوت الحقيقي ليس ما نسمعه، بل ما نشعر به ونؤمن به.

🩵 تابعوا ehtwaanews.com — منصة تفتح نوافذ الأمل، وتروي قصصًا تُحتوى ولا تُنسى.