د/علاء ثابت مسلم

في خطوة جديدة تؤكد قوة حضورها العالمي في قطاع الطاقة، أتمّت أرامكو السعودية، اليوم الثلاثاء، اتفاقية استثمارية ضخمة بقيمة 11 مليار دولار أمريكي مع ائتلاف دولي يقوده صناديق تديرها شركة "جلوبال إنفراستركتشر بارتنرز" (GIP) التابعة لـ"بلاك روك"، وذلك ضمن مشروع تطوير مرافق معالجة الغاز في الجافورة بنظام الاستئجار وإعادة التأجير.

وتُعد هذه الصفقة من أكبر الصفقات الاستثمارية في تاريخ الشركة، إذ تسهم في تعزيز القيمة الاقتصادية لأصولها الضخمة، وتوسيع نطاق استثماراتها الاستراتيجية في قطاع الغاز. ويضم الائتلاف الاستثماري شركاء بارزين، من بينهم شركة حصانة الاستثمارية، والصندوق العربي للطاقة، وإنفستكورب أبردين إنفراستركتشر بارتنرز، إلى جانب مستثمرين من آسيا والشرق الأوسط.

وأكد رئيس أرامكو السعودية وكبير إدارييها التنفيذيين المهندس أمين بن حسن الناصر أن هذه الصفقة تُجسد الثقة العالمية في استراتيجية الشركة وقدرتها على خلق القيمة المضافة للمستثمرين، مشيرًا إلى أنها تمثل دفعة قوية لمشروع الجافورة الذي يُعد من أكبر مشاريع الغاز غير المصاحب في المملكة. وأضاف الناصر أن الاتفاقية تعكس كذلك تحسّن البيئة الاستثمارية السعودية وجاذبيتها المتزايدة في ظل رؤية المملكة 2030، موضحًا أن المشروع سيُسهم في تلبية الطلب المحلي والعالمي على الطاقة، وتعزيز استثمارات المملكة في قطاعات واعدة مثل الذكاء الاصطناعي والبتروكيميائيات.

ومن جانبه، عبّر رئيس مجلس الإدارة والرئيس التنفيذي لشركة جلوبال إنفراستركتشر بارتنرز، السيد بايو أوجونليسي، عن سعادته باستكمال هذه الصفقة التاريخية، مؤكدًا أن الشراكة مع أرامكو تأتي امتدادًا لتعاون طويل الأمد مع "بلاك روك" في دعم التنمية بالمملكة. وأوضح أن الاتفاق يعزز الجهود العالمية نحو التحول إلى الطاقة النظيفة وتوفير حلول اقتصادية ومستدامة للأسواق الدولية.

وبموجب الاتفاقية، ستتولى شركة الجافورة لنقل ومعالجة الغاز (GMGC) – التابعة لأرامكو – استئجار وتطوير مرافق الغاز في الجافورة ومرفق رياس لتجزئة سوائل الغاز الطبيعي، ثم إعادة تأجيرها لأرامكو لمدة 20 عامًا. وستحصل الشركة على تعرفة تشغيلية نظير منح أرامكو الحق الحصري في معالجة الغاز الخام.

وستحتفظ أرامكو بحصة 51% من ملكية الشركة الجديدة، فيما يمتلك الائتلاف الدولي بقيادة (GIP) 49%، دون أي قيود على كميات الإنتاج.

ويُعد مشروع الجافورة محورًا أساسيًا في خطة أرامكو لتوسيع أعمالها في قطاع الغاز الطبيعي، إذ يُقدّر احتياطي الحقل بنحو 229 تريليون قدم مكعبة من الغاز الخام، و75 مليار برميل من المكثفات. ومن المتوقع أن يبدأ الإنتاج خلال عام 2025 ليصل تدريجيًا إلى 2 مليار قدم مكعبة قياسية من غاز البيع يوميًا و420 مليون قدم مكعبة من الإيثان، إضافة إلى 630 ألف برميل يوميًا من السوائل عالية القيمة بحلول عام 2030.

بهذه الصفقة، تؤكد أرامكو السعودية موقعها الريادي كأكبر شركة طاقة في العالم، وتواصل المضي قدمًا في استراتيجيتها للتحول المستدام وتنويع الاقتصاد الوطني بما يتوافق مع تطلعات رؤية 2030.