مع اقتراب انتخابات مجلس النواب 2025، يفرض الشباب حضورهم على المشهد السياسي بشكل غير مسبوق. فبعد سنوات من برامج التمكين والتأهيل، ومع توسّع الدولة في المبادرات الداعمة للشباب، يظهر جيل جديد مستعد للمنافسة، ومؤهل لتمثيل قضايا مجتمعه داخل البرلمان.

الشباب… من التمكين إلى صناعة القرار

لم تعد مشاركة الشباب مجرد رؤية مستقبلية، بل أصبحت واقعًا تدعمه خطط الدولة ومبادراتها.
فبرامج التدريب، والتعليم التكنولوجي، والدبلوماسية الشبابية، رسمت ملامح جيل يمتلك الأدوات والمعرفة والثقة لدخول العملية السياسية.
هذا التحول خلق قاعدة واسعة من الشباب الراغبين في لعب دور فعّال داخل البرلمان، بوعي يستند إلى خبرة عملية ومشاركات دولية.

75 ألف فرصة تدريب… بناء جيل مؤهل

قدّمت وزارة العمل خلال الفترة الأخيرة 75 ألف فرصة تدريب مجاني داخل منشآت صناعية وخدمية، بهدف إعداد شباب يمتلك مهارات مهنية قوية وخبرة ميدانية حقيقية.
هذه الخطوة ساعدت في خلق جيل قادر على فهم احتياجات المجتمع، والتعبير عنها داخل البرلمان بلغة واقعية قائمة على تجربة عملية وليس مجرد شعارات.

حضور دولي يعزز الثقة

برامج مثل منحة ناصر الدولية للقيادة وملتقى الشباب الدولي للذكاء الاصطناعي، أسهمت في صقل شخصية الشباب، ومنحتهم مساحات واسعة للتفاعل مع تجارب دولية مختلفة.
هذه المشاركات رسّخت لديهم الوعي السياسي، وعزّزت ثقتهم في قدرتهم على تمثيل مصر ومناقشة قضاياها على المستوى الداخلي والدولي.

تعليم تكنولوجي يواكب المستقبل

من خلال المؤتمرات الدولية والشراكات التعليمية، خاصة مع كوريا الجنوبية، تعيد الدولة صياغة مستقبل التعليم الفني والتكنولوجي.
جيل اليوم يتعلم مهارات تتوافق مع اقتصاد المعرفة والتحول الرقمي، ما يجعله جاهزًا لمناقشة ملفات التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي داخل أروقة البرلمان.

21.3 مليون شاب… كتلة تصنع الفرق

تشير الإحصاءات الرسمية إلى أن الشباب بين 18 و29 عامًا يمثلون 20٪ من سكان مصر، أي نحو 21.3 مليون شاب وشابة.
هذه الكتلة الضخمة لم تعد متفرجة؛ إنها اليوم عنصر فاعل في تشكيل الخريطة الانتخابية، سواء بالترشح أو التصويت أو قيادة الحراك المجتمعي.

تصريح الرئيس… رسالة ثقة وطمأنة للشارع

أكد الرئيس عبد الفتاح السيسي في أحدث تصريحاته أهمية نزاهة العملية الانتخابية، مشددًا على أن الهيئة الوطنية للانتخابات هي الجهة الوحيدة المختصة بفحص أي مخالفات، باعتبارها هيئة مستقلة تعمل وفق القانون.
هذا التصريح جاء بمثابة رسالة واضحة للشارع المصري بأن الدولة حريصة على إجراءات شفافة تحفظ إرادة الناخبين، وتضمن منافسة نزيهة تعكس الواقع الحقيقي للصناديق.

رأي “احتواء نيوز”: رسالة تعيد ضبط المشهد

تصريح الرئيس لم يكن عابرًا؛ بل أعاد ترتيب المشهد، ووجّه رسالة طمأنة للمرشحين والناخبين، وخاصة الشباب الذين يدخلون المنافسة لأول مرة.
هذه الرسالة تؤكد أن الدولة تضع نزاهة العملية الانتخابية على رأس أولوياتها، وأن البرلمان القادم يجب أن يعبر بثقة عن صوت الناس — وعلى رأسهم الشباب.

ما الذي ينتظر الشباب في البرلمان القادم؟

مع دخول جيل جديد إلى السباق الانتخابي، تصبح الملفات المنتظرة منه واضحة:

تطوير سوق العمل وتوسيع التدريب العملي

دعم مشاركة الفتيات وتمكينهن اقتصاديًا وسياسيًا

تعزيز الاقتصاد الرقمي والتحول التكنولوجية

مواجهة التحديات المجتمعية الجديدة بصوت شبابي واعٍ

خاتمة

جيل اليوم لا يدخل الانتخابات بحثًا عن مقعد، بل عن دور.
وبفضل برامج الدولة، والمناخ السياسي الداعم، والتأكيد الرئاسي على نزاهة العملية الانتخابية، تبدو انتخابات مجلس النواب 2025 محطة فارقة قد تفتح الباب أمام حضور شبابي أوسع داخل البرلمان، يعكس نبض الشارع واحتياجاته، ويصنع تغييرًا حقيقيًا على أرض الواقع.