نشرت مجلة Frontiers in Human Neuroscience في 19 نوفمبر 2025 دراسة علمية حديثة تكشف عن تحول مهم في فهم الديسلكسيا وطرق علاجها، حيث أوضحت أن هذه الحالة ليست مجرد صعوبة لغوية، بل ترتبط باختلافات واضحة في شبكات الدماغ والإشارات العصبية التي تتحكم في عملية القراءة. وتأتي أهمية الدراسة من أنها تجمع بين أحدث التقنيات الناشئة وعلوم الأعصاب لتعزيز مهارات القراءة لدى الأطفال الذين يواجهون صعوبات تعلم معقدة.

وتشير الدراسة إلى ظهور حلول واعدة تعتمد على الواقع الافتراضي الذي يوفر بيئات تعليمية تفاعلية تساعد الأطفال على تطوير الوعي الصوتي وتحسين مهارات القراءة من خلال تجربة غامرة تشجع الدماغ على الاستجابة والتعلم. كما تستعرض الدراسة دور التحفيز العصبي بأنواعه مثل tDCS وTMS في تقوية المرونة العصبية وتحفيز المناطق المسؤولة عن القراءة، بما قد يفتح المجال أمام تدخلات علاجية غير تقليدية. وفي جانب آخر، يبرز الذكاء الاصطناعي كأداة تشخيصية دقيقة من خلال تحليل تتبع العين والخط اليدوي، مما يساعد في اكتشاف مؤشرات الديسلكسيا مبكرًا وتحديد نقاط الضعف لدى كل طفل بشكل فردي.

وتكشف النتائج الأولية عن تحسن ملحوظ على المدى القصير في الطلاقة القرائية والوعي الصوتي بعد تطبيق هذه التقنيات، إلا أن الدراسة تشدد على أن الأدلة المتوفرة حول تأثير هذه التحسينات على المدى الطويل ما تزال محدودة، كما لم يتضح بعد ما إذا كان هذا التطور يمكن أن ينتقل إلى مهارات قراءة أوسع وأكثر تعقيدًا. وتخلص الدراسة إلى أن مزيج الواقع الافتراضي والتحفيز العصبي والذكاء الاصطناعي يمثل مستقبلًا مبشرًا لدعم الأطفال ذوي صعوبات التعلم، لكنه يحتاج إلى مزيد من الأبحاث الممتدة قبل اعتماده كعلاج أساسي أو إدخاله رسميًا في البرامج التعليمية.

وتؤكد احتواء نيوز أنها ستنشر النص الكامل للدراسة فور توفره، التزامًا بإتاحة المعرفة العلمية الموثوقة للقارئ العربي ودعم كل جهد يسهم في تحسين حياة الأطفال المصابين بالديسلكسيا.