حققت المنطقة الاقتصادية لقناة السويس إنجازاً جديداً في سجل نجاحاتها في جذب مشروعات صناعية ضخمة ضمن القطاعات ذات الأولوية الوطنية، بما يعكس التوجه المستمر للدولة نحو تعزيز القاعدة الصناعية المحلية وزيادة الصادرات الوطنية.

وأشار وليد جمال الدين، رئيس الهيئة العامة للمنطقة الاقتصادية لقناة السويس، إلى أن توقيع عقد إنشاء هذا المجمع الصناعي العملاق داخل منطقة السخنة الصناعية يمثل خطوة مهمة نحو توطين الصناعات الثقيلة والمتخصصة، مستفيداً من الإمكانات اللوجستية المتطورة التي شهدت طفرة كبيرة خلال السنوات الأخيرة.

وأوضح جمال الدين أن المشروع ينسجم مع خطة الدولة لبناء قاعدة صناعية قوية تعزز القدرات الإنتاجية المحلية وتدعم الصادرات الوطنية، مستفيدة من البنية التحتية المتقدمة لمنطقة السخنة التي توفر منصة صناعية ولوجستية قادرة على خدمة الأسواق الإقليمية والعالمية.

وتتكامل منطقة السخنة الصناعية مباشرة مع ميناء السخنة، ما يوفر منظومة لوجستية متكاملة تضمن سهولة حركة التصدير، ويعزز قدرة المجمعات الصناعية الجديدة على النفاذ السريع إلى مختلف الأسواق العالمية.

من جانبه، أكد المهندس محمد القمّاح أن المشروع يمثل نقلة نوعية في الصناعات المتخصصة داخل مشروع "سخنة 360"، ليس فقط بحجمه الاستثماري الكبير، بل أيضاً بنوعية التكنولوجيا الداعمة لصناعات المستقبل، وعلى رأسها مواد البطاريات والطاقات الجديدة.

ولفت إلى أن المشروع يعكس ثقة المستثمرين العالميين في قدرة مصر على التحول إلى مركز صناعي إقليمي لإنتاج وتصدير منتجات عالية القيمة، بما يدعم رؤية الدولة لزيادة الصادرات لتصل إلى 100 مليار دولار خلال السنوات القادمة.

من جهته، أوضح هوانج تشيوهان، الرئيس التنفيذي لشركة CJN مصر، أن اختيار مصر جاء نتيجة تفوقها اللوجستي وامتلاكها احتياطيات ضخمة من خام الفوسفات، إلى جانب البيئة الصناعية المتميزة التي توفرها المنطقة الاقتصادية لقناة السويس، والتي تتيح خدمة سلاسل التوريد العالمية بتكلفة تنافسية. وأضاف أن مشروع مصر سيكون أكبر توسع خارجي في تاريخ الشركة.

ويشمل المشروع إنشاء مركز بحث وتطوير متخصص لتعزيز البحث العلمي في تقنيات الصناعات الكيميائية المعتمدة على الفوسفات، وسيتم إطلاق المركز مع المرحلة الأولى من المشروع لضمان توطين الصناعة داخل السوق المصرية.